الشرطة السينوتقنية تواصل سباق الزمن بين الأنقاض بحثًا عن ناجين وضحايا فاجعة فاس
تعيش مدينة فاس على وقع صدمة كبيرة بعد انهيار مبنيين سكنيين بحي المسيرة، في حادثة مأساوية خلّفت ضحايا ومصابين، بينما لا تزال جهود البحث متواصلة على أمل العثور على ناجين. وفي قلب هذه الجهود، تبذل الشرطة السينوتقنية وفرق الإنقاذ جهودًا مكثفة باستخدام أحدث التقنيات لكشف أي إشارات حياة وسط الركام.
خلفية الحادثة
شهد حي المسيرة بمدينة فاس انهيار مبنيين سكنيين، وهو ما تسبب في سقوط عدد من الوفيات وإصابات متفاوتة الخطورة. وعلى الفور استنفرت السلطات المحلية والوقاية المدنية والشرطة جميع قواتها، مع إجلاء السكان المجاورين وتأمين مكان الانهيار.
الشرطة السينوتقنية: العين التي تبحث في الصمت
تُعد الشرطة السينوتقنية واحدة من أهم الوحدات التقنية التابعة للأمن الوطني، ويكمن دورها في التدخل خلال الكوارث الطبيعية وانهيارات المباني، حيث تعتمد على:
أجهزة الاستشعار الحراري
كاميرات الألياف البصرية
أجهزة التقاط الذبذبات والحركات الدقيقة
أنظمة المسح ثلاثي الأبعاد
كلاب مدربة على رصد الروائح البشرية
هذه تسمح للفرق بتحديد الجيوب الهوائية التي قد يتواجد فيها ناجون محتملون.
كيف تعمل الفرق التقنية في موقع الانهيار؟
منذ لحظة الانهيار، باشرت الشرطة السينوتقنية عملياتها وفق خطة دقيقة تشمل:
1. المسح الأولي
تحديد أخطر المناطق احتمالًا لوجود ناجين، باستخدام أجهزة التقاط الحرارة داخل الفراغات.
2. إدخال كاميرات دقيقة داخل الأنقاض
للبحث عن أي حركة أو إشارة بشرية تساعد فرق الإنقاذ على تحديد موقع الحفر المناسب.
3. العمل جنبًا إلى جنب مع الوقاية المدنية
إرسال إشارات فورية للفِرق لتوجيه الجرافات وعمال الإنقاذ بدقة، دون التسبب في أي انهيار إضافي.
4. رصد الاهتزازات
أجهزة متخصصة تلتقط أدق الذبذبات التي قد تنتج عن تحريك يد أو قدم تحت الركام.
تحديات كبيرة تواجه عمليات البحث
رغم جهود الإنقاذ المتواصلة، تواجه الفرق صعوبات متعددة أبرزها:
هشاشة بقايا المباني وخطر الانهيار المتكرر
ضيق المساحات الداخلية تحت الأنقاض
صعوبة تثبيت الآليات الثقيلة دون التأثير على الفراغات
الحاجة للعمل بسرعة ولكن بحذر شديد لضمان سلامة العالقين
ومع ذلك، تعمل الفرق بوتيرة غير منقطعة، مدفوعة بالأمل في العثور على ناجين.
ردود فعل السكان والسلطات
خيّم الحزن والأسى على سكان الحي، بينما تحرص السلطات على متابعة الوضع ميدانيًا. كما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق رسمي لمعرفة أسباب الانهيار وتحديد المسؤوليات، خصوصًا فيما يتعلق بمدى احترام المباني لمعايير السلامة.
لا يزال الأمل قائمًا في أن تتمكن الفرق التقنية من الوصول إلى ناجين جدد، في وقت يواصل رجال الشرطة والإنقاذ عملهم وسط ظروف صعبة. وتبقى هذه الفاجعة درسًا مؤلمًا يدق ناقوس الخطر حول أهمية ضمان السلامة العمرانية في الأحياء المكتظة.
